أجهزة الماسح الضوئي تعدٍ سافرٌ علي حرمة الانسان وانتهاك لحقوقه
أيد علماء الازهر الشريف فتوي مفتي تونس بتحريم استخدام اجهزة تعري اجسام المسافرين في المطارات والتي تعتزم أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي تطبيقها في المطارات
باستخدام تقنية جديدة تستخدم فيها أشعة اكس تكشف عن تفاصيل الجسد البشري للمسافرين أثناء عبورهم من بوابات خاصة أعدت لذلك الغرض تشبه إلى حد كبير تلك الأجهزة التي تمرر بها الحقائب للكشف عن محتوياتها
ووصفوا هذه الاجهزة بانها تعد سافر علي حرمة الانسان وانتهاك لحقوقه وانتهاك لحرمة الجسد البشري وطالبوا بمنعها فورا ومنع استخدامها خاصة وان الاجهزة الحالية كافية ودعوا في حال الاصرار عليها الي عدم السفر الي الدول التي تطبق مطاراتها هذه التقنية
قال مفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ إن الماسحات الضوئية لجسم الإنسان (سكانر) حرام وإهانة لكرامة الإنسان
واعتبر مفتي تونس أن إخضاع المسافرين في المطارات الغربية إلى جهاز الماسح الضوئي الذي يكشف عن جسم الإنسان عاريا بما في ذلك عورته "هو ممارسة غير أخلاقية تحرمها كل الديانات السماوية
وتاتي الرغبة الغربية في تطبيق هذه التقنية عقب الاحداث الاخيرة والتي شهدت محاولة تفجير طائرة امريكية وتعود تفاصيل القصة إلى تناول العديد من التقارير الصحفية الغربية ومواقع المنتديات الخاصة بالسفر والسياحة مؤخرا قيام عدد من المطارات الأوروبية باختبار تقنية تفتيش جديدة تعتمد على المسح الضوئي بأشعة اكس للمسافرين وأوضحت بعض التقاريرأن التقنية الجديدة رغم استخدمها لكميات محددة من الأشعة بغرض كشف المتفجرات أو الأسلحة يمكنها أن تكون صورة افتراضية عارية لأجساد المسافرين
ومؤخرا طلبت امريكا من الاتحاد الاوربي تزويدها بهذه الاجهزة لاستخدامها في مطاراتها وعلى الرغم من هذه الانتقادات فقد قرر البرلمان الأوروبي بحث فكرة تعميم الماسحات الضوئية في المطارات الأوروبية بجدية
وقد سبق ووجهت عدد من هيئات المجتمع المحلي انتقادات لاذعة خوفا من ان تكشف التقنية الجدية عن عورات المسافرين وهو ما اثار هلع واستياء المسافرين رغم تأكيدات المسؤولين على أن الصور التي يتم التقاطها لن يتم تخزينها أو الاحتفاظ بها ولكن من يضمن هذا
رئيس الكتلة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأوروبي في البرلمان الأوروبي مارتين شولتز عبر عن استيائه ورفضه لهذه الفكرة، التي تظهر أجسام الركاب العارية، معتبراً أنها تمثل انتهاكا صريحا للكرامة الإنسانية. وقال شولتز اعتقد أن هذا اعتداء على كرامة الانسان. استخدام هذه التقنية لن يجعلنا أكثر أمنا، هذه آلات تسمح بالنظر اليك وأنت عار تماما
يقول الدكتور محمد ابو ليلة الاستاذ بجامعة الازهر هذا تعد سافر جديد علي حرية و حقوق الانسان التي كفلتها القوانين الغربية ولكن هاهم يتنصلون منها ويجب ان تكون هناك وقفة جادة في هذا الامر ومنع تنفيذه لان هذا تعد سافر علي كرامة الانسان وفرصة لاثارة العديد من المشكلات ويجب علي هذه الجهات ان تحترم القواعد والاصول الاسلامية التي تحرم اظهار جسد الانسان عاريا وتصويره بهذا الشكل وكشف العورة امام شخص اجنبي
واضاف يجب ان تكون هناك وقفة جادة امام هذا الاجراء الخطير ويتم التحذير منه واعلان رفضه ولابد من شرح اضراره ويجب عليهم ان يتفهموا اسباب رفضنا له ونقوم بشرح تعاليم ديننا التي ترفض كشف العورات
ويقول الدكتور محمد الدسوقي استاذ اصول الفقه بالنسبة لنا كمسلمين هذا اعتداء علي كرامة الانسان نفسه وهم لديهم حاليا الاجهزة التي تكفي لهذا الامر وبالتالي فليس هناك من ضرورة لهذا لكشف الذي يبرز اجزاء الجسم الداخلية هذه الاشياء مشروعة فقط للامور العلاجية اما ان تكون في المطارات فهو اعتداء صريح علي حرية الانسان التي يتشدقون بها ليل نهار وهذه مسالة خطيرة لنا كمسلمين وللنساء من الدرجة الاولي
واضاف لابد من اجراء من الامم المتحدة بالدرجة الاولي باتخاذ قرار دولي واستبدال هذه الوسيلة باخري
وردا علي سؤال حول هل يمتنع المسلم عن السفر الي البلاد التي تطبق هذه التقنية قال الامتناع عن السفر امر غير وارد وغير منطقي لان هناك ضرورات متنوعة منها التجارة وطلب العلم والعلاج وهذه امور تفرضها ظروف العصر ومن ثم اذا اصروا فهنا الامر يدخل في حكم الضرورات التي تبيح المحظورات
ويقول الدكتور زكي عثمان الاستاذ بجامعة الازهر اولي بهم ان يعملوا علي نشر الامن والسلام في ارجاء العالم اجمع وقتها لن يحتاجوا الي مثل هذه الاجهزة التي تعتبر عبثا واستهتارا بحقوق الانسان الاساسية في صون حرمة جسده
واضاف يجب علي المؤسسات والهيئات والمجامع الفقهية ان تتحرك وتصدر فتوي رسمية بتحريم هذه الاجهزة وتعمم هذه الفتوي عن طريق الجهات الرسمية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حتي يعلم هؤلاء ان ديننا لايقبل بهذا وان عليهم البحث عن وسائل اخري تصون حرمة وكرامة الجسد البشري