كثير من الأطفال الموهوبين تضيع موهبتهم حين يكبرون، خاصة إذا أصبحوا نجومًا وهم صغار، وأفقدتهم النجومية والأضواء براءة الأطفال وجعلتهم لا يعيشون سنهم الحقيقى، ويتحدثون ويتصرفون مثل الكبار وبعضهم يفقد اتزانه النفسى ويتحول إلى مسخ لا هو بالطفل ولا هو بالشخص البالغ العاقل.
ولذلك قد يضيعون فى المنتصف ويسقطون فى بئر الإدمان مثل ماكولي كولكن بطل فيلم "وحدي فى المنزل" أو مثل الطفل شريف صلاح الدين الذى مثل شخصية طه حسين طفلاً فى مسلسل "الأيام"، ثم أصبح وهو مراهق، مدمنًا للمخدرات بعد أن انسحبت عنه الأضواء، وكتب ومثّل قصة إدمانه فى فيلم "الغيبوبة"، أخرجه هشام أبو النصر ولم يحقق نجاحًا يذكر.
أما المطربون الأطفال فتتبدل أحبالهم الصوتية فى مرحلة البلوغ، وقد يفقدون حلاوة أصواتهم، ويتوقفون عن الغناء مثل الطفلة شيماء ابنة المطربة الشعبية فاطمة عيد، التى غنت بصوتها وهي طفلة روائع كوكب الشرق أم كلثوم، ثم اختفت وتوقفت عن الغناء بعد أن دخلت فى مرحلة المراهقة.
وقليلون منهم يعودون إلى الغناء كبارًا ويستمرون وينجحون كما نجح المطرب جورج وسوف أو الراحل عماد عبد الحليم الذى تبنى موهبته العندليب الراحل عبد الحليم حافظ وأعطاه اسمه، ونصحه بأنه يتوقف عن الغناء فى مرحلة المراهقة، ثم عاد وغنى وتألق، ومثل أكثر من فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيونى قبل أن يعرف هو الآخر طريق الإدمان ويموت ميتة بشعة بجرعة مخدرات زائدة.
والمطلوب من أهالي هؤلاء الموهبين الصغار ومن الجهات الرسمية المسئولة رعايتهم وصقل موهبتهم وتعهدهم بالحماية والتدريب.
كما يجب وضع خطة منهجية علمية مدروسة للحفاظ على هذه المواهب الصغيرة من الضياع والانحراف، كما فعل الملحن محمد على سليمان مع ابنته المطربة الجميلة أنغام قبل انفصالها الإنسانى والفنى عنه.
فقد تعهدها بالتدريب وألحقها بمعهد الموسيقى العربية، فحافظت على صورتها وموهبتها، وأصبحت واحدة من أجمل الأصوات فى هذا العصر.
وفى العالم المتقدم يفعلون نفس الشئ مع كل النابغين والموهوبين لأنهم يؤمنون بأن هؤلاء الأفذاذ هم ثروتهم الحقيقية وطريقهم للتقدم والتفوق على بقية الأمم